تستعد موريتانيا والسنغال لتحقيق إنجاز تاريخي في تنميتهما الطاقوية، مع تصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال (GNL) من حقل “السلحفاة الكبرى أحميم” (GTA). ووفقًا لوزير الطاقة والنفط الموريتاني، محمد ولد خالد، فإن هذه الشحنة التاريخية ستنطلق في 22 فبراير 2025، مما يشكل بداية عهد جديد لاقتصاد البلدين.
مشروع استراتيجي لغرب إفريقيا

يقع حقل GTA على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال، وهو من أكبر حقول الغاز المكتشفة في إفريقيا في السنوات الأخيرة. يتم تطوير المشروع بالشراكة مع شركة بريتيش بتروليوم (BP) وشركة كوزموس إنرجي (Kosmos Energy)، ويهدف إلى وضع البلدين في مصاف اللاعبين الرئيسيين في سوق الغاز العالمي.
بدأ الإنتاج في 31 ديسمبر 2024، وتبلغ القدرة الإنتاجية الأولية للمشروع 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، مع خطط توسعية طموحة لزيادة الإنتاج إلى 10 ملايين طن سنويًا في السنوات المقبلة.
فرصة لتعزيز التنمية الاقتصادية

يمثل استغلال هذا الحقل فرصة اقتصادية كبرى لموريتانيا والسنغال، حيث يتوقع أن يساهم في:
✔ تعزيز البنية التحتية (الطرق، الموانئ، الطاقة).
✔ تطوير مشاريع طاقوية جديدة.
✔ خلق فرص عمل في قطاع الغاز والصناعات المرتبطة به.
وتعتبر السلطات في البلدين هذه الصادرات فرصة لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على مصادر الدخل التقليدية وتحسين وصول المواطنين إلى الطاقة.
وقد لقي هذا التطور تغطية إعلامية واسعة في الصحافة السنغالية، حيث أكدت على الفوائد الاقتصادية لمشروع GTA:
– صحيفة Le Soleil وصفت أول عملية تصدير بأنها “نجاح واضح للتعاون الموريتاني – السنغالي”، مشيرة إلى الدور المحوري لشركتي BP و Kosmos Energy في تنفيذ المشروع.
– صحيفة L’Observateur ركزت على التحديات التقنية واللوجستية التي تم التغلب عليها للوصول إلى هذه المرحلة، وأكدت على أهمية توزيع العائدات بشكل عادل بين البلدين.
– صحيفة Le Quotidien سلطت الضوء على التوقعات المستقبلية لزيادة الإنتاج وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
– صحيفة Sud Quotidien تناولت آراء المواطنين الذين يأملون في أن تنعكس فوائد الغاز على البنية التحتية والخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والتنمية المحلية.
آفاق تصديرية واعدة

يعد السوق الأوروبي، الذي يسعى إلى تنويع مصادر الطاقة وسط أزمة عالمية في قطاع الغاز، أحد الوجهات الرئيسية المتوقعة لصادرات GNL الموريتانية – السنغالية. وتعد القرب الجغرافي بين غرب إفريقيا وأوروبا ميزة استراتيجية تعزز إمكانيات التصدير.
كما أن السوق الآسيوي، ولا سيما الصين والهند، يمثل فرصة كبيرة نظرًا للطلب المتزايد على الطاقة في هذه الدول.
ويعزز نجاح هذا المشروع مكانة موريتانيا والسنغال كلاعبين رئيسيين في سوق الطاقة العالمي، مع توسيع شبكة الشراكات الاقتصادية.
نحو تعاون استراتيجي أقوى
يعكس هذا المشروع نجاح التعاون بين موريتانيا والسنغال في قطاع الطاقة، ويمهد الطريق لمزيد من الشراكات الاستراتيجية، ليس فقط في قطاع الغاز، بل في مجالات اقتصادية إقليمية أخرى.
ومن خلال تصدير أول شحنة من الغاز، يؤسس البلدان لمرحلة تحول طاقوي مهمة، قد تضمن لهما دورًا رئيسيًا في صناعة الغاز الطبيعي المسال العالمية.
الخطوة التالية ستكون جذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز البنية التحتية، لضمان أكبر استفادة اقتصادية واجتماعية من هذه الموارد الحيوية.
ويمثل تشغيل مشروع GTA مرحلة جديدة في التكامل الطاقوي لغرب إفريقيا، وتعزيز العلاقات بين موريتانيا والسنغال وشركائهما الدوليين.
🚀 مشروع طموح يفتح آفاقًا اقتصادية واعدة للبلدين!
📌 اقرأ المزيد على الرابط: https://www.elhodh.info/