أجرى الرئيس السنغالي الجديد، باسيرو ديوماي فاي، زيارة صداقة وعمل لموريتانيا تعتبر الأولى له خارج البلاد منذ توليه منصبه. خلال الزيارة التي استمرت يومًا واحدًا، أجرى مباحثات مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. تمت مناقشة هذه المواضيع بحضور وفد سنغالي بارز وعدد من الوزراء الموريتانيين، مما يظهر العلاقة القوية بين البلدين.
تأتي هذه الزيارة في سياق الجهود المبذولة لتعميق الروابط الإستراتيجية والتعاون الإقليمي بين البلدين، خصوصًا بعد انتخاب باسيرو ديوماي فاي رئيسًا للسنغال. الرئيس فاي، الذي تولى منصبه في مارس 2024، يسعى إلى توطيد علاقات بلاده مع جيرانها وتعزيز دور السنغال في المحافل الدولية والإقليمية..
المباحثات التي جرت في نواكشوط شملت أيضًا مناقشات حول التحديات المشتركة مثل الأمن الإقليمي والتنمية الاقتصادية، مع التركيز على قطاعات مثل الصيد والاقتصاد البحري، والتجهيز والنقل، إلى جانب موضوعات أخرى ذات اهتمام مشترك.
كما تم التطرق خلال المباحثات بين الرئيسين إلى استغلال حقل الغاز المشترك بين السنغال وموريتانيا، والذي يعد أحد أبرز المشاريع الاقتصادية بين الدولتين. الحقل يقدم فرصاً كبيرة للتعاون في مجال الطاقة، ويعتبر نموذجاً للتعاون الإقليمي الذي يمكن أن يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين الأمن الطاقي في كلا البلدين.
ويعتبراستغلال المشترك لنهر السنغال مثالاً آخر على التعاون الناجح بين الدولتين. نهر السنغال، الذي يمر عبر عدة دول في المنطقة، يوفر موارد مائية قيمة يتم استخدامها في الري وتوليد الطاقة والملاحة. الإدارة المشتركة لهذه الموارد تعكس الرغبة في تحقيق الاستفادة القصوى من البنية التحتية الطبيعية بطريقة تعود بالنفع على الجميع.
التزام البلدين بتعزيز هذه المشاريع المشتركة يظهر التعاون العميق والمتواصل، والذي يمثل جزءاً حيوياً من علاقاتهما الثنائية. هذه المشاريع لا تفيد فقط في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين السنغال وموريتانيا، بل تسهم أيضاً في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستويات المعيشة لشعوب المنطقة.
في نهاية الزيارة، أعرب الرئيسان عن التزامهما بالعمل المشترك من أجل السلام والاستقرار في المنطقة، والتقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تصب في مصلحة شعوبهما.