خطاب عرقي مرفوض في وجه وحدة وطنية صلبة: النائب خالي ديالو يثير الغضب - وكالة الحوض للأنباء

خطاب عرقي مرفوض في وجه وحدة وطنية صلبة: النائب خالي ديالو يثير الغضب

نواكشوط –  19أبريل 2025 في مشهد يُعكس عمق التفاهم والتماسك الذي يعيشه الشعب الموريتاني بجميع مكوناته العرقية والثقافية، تبرز أصوات نشاز تحاول اللعب على أوتار الهويات الضيقة، ...
Image

نواكشوط –  19أبريل 2025


في مشهد يُعكس عمق التفاهم والتماسك الذي يعيشه الشعب الموريتاني بجميع مكوناته العرقية والثقافية، تبرز أصوات نشاز تحاول اللعب على أوتار الهويات الضيقة، وهو ما جسده مؤخرًا النائب البرلماني خالي مامادو ديالو من خلال مواقف وتصريحات أثارت الكثير من الجدل، وأحيت حساسيات لا مكان لها في وجدان مجتمع اختار العيش المشترك والإخاء

⚠️ خطاب مزدوج… ومرجعية عرقية واحدة

خالي ديالو، وهو نائب ينتمي إلى شريحة الزنوج الموريتانيين، لا يُخفي في مداخلاته ومواقفه توجّهًا دائمًا إلى توظيف القضايا العامة ضمن إطار عرقي ضيق، كما ظهر في :

قرية لمبيره بمقاطعة اطويل في الحوض الغربي : التنمية تواجه الرفض

في ظل سعي الحكومة الموريتانية لتوفير المياه الصالحة للشرب في المناطق الريفية، قامت السلطات المحلية بمحاولة حفر بئر استكشافية بالقرب من قرية لمبيره في مقاطعة اطويل. تهدف هذه الخطوة إلى تلبية احتياجات السكان من المياه، خاصة بعد فشل محاولتين سابقتين بسبب ملوحة المياه.

إلا أن بعض سكان القرية رفضوا السماح بعملية الحفر، معتبرين أن المنطقة مخصصة للرعي. وقد أدى هذا الرفض إلى مواجهات مع السلطات الأمنية، نتج عنها توقيف بعض الأفراد.

نواذيبو: إطلاق سراح يثير التساؤلات

في حادثة أخرى، تم إطلاق سراح مواطن مالي متهم بقتل موريتاني في نواذيبو، لكن ما أثار الاستياء هو موقف النائب خالي ديالو، الذي عبّر صراحة عن “استبشاره” بهذا القرار. وقد اعتُبر هذا الموقف مستفزًا وغير مسؤول، خاصة بالنظر إلى بشاعة الجريمة، حيث رأى كثيرون أن النائب اختار الانحياز وفق خلفيات ضيقة، متجاهلًا مشاعر أسرة الضحية والرأي العام، ومناقضًا لدوره كنائب يمثل جميع الموريتانيين.

وطن يتسع للجميع… وشعب موحد بالمحبة

في مقابل هذه الخطابات المعزولة، يعيش الشعب الموريتاني – لحسن الحظ – انسجامًا اجتماعيًا فريدًا من نوعه، حيث تتعايش مختلف المكونات: البيظان، الحراطين، الزنوج، والفلان والولف والسوننكي، في ظل دولة تسعى جاهدة لترسيخ العدالة والمساواة والتكافؤ بين الجميع.

هذه اللحمة، المبنية على التسامح والإيمان بالعيش المشترك، هي الرصيد الوطني الأغلى، ولا يمكن أن يُسمح لأي كان – ولو كان منتخبًا – بتمزيقها أو اللعب بثوابت المجتمع تحت غطاء التمثيل السياسي أو الدفاع عن فئة دون أخرى.

نعم للمطالبة بالحقوق… لا للتجييش العرقي

من حق أي نائب أن يُدافع عن قضايا ناخبيه، وأن يطالب بتحسين الخدمات في مناطقه، لكن حين يتحول الدفاع إلى تحريض، والموقف إلى اصطفاف عرقي، فإن ذلك لا يخدم لا الشعب ولا العدالة.

موريتانيا وطن واحد، بتعدد لغاتها وأعراقها، وأي خطاب يُهدد هذه الوحدة يجب أن يُواجَه بالوعي، والقانون، والتمسك بثوابت الإخاء الوطني.

✍️ تحرير: قسم الرصد والتحليل – وكالة الحوض للأنباء

 📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/


شائع

اترك تعليقك