في ظل تفاقم الأوضاع الصحية في بلدية عين فربه، ومع الانتشار الواسع للملاريا بين السكان، أصبحت
الأزمة الصحية أكثر حدة مما يمكن تحمله. فقد اكتظ المستشفى الوحيد في المنطقة بشكل يفوق طاقته الاستيعابية، مما أجبر المرضى، الذين لم يجدوا مكانًا يأويهم، على افتراش الأرض واللجوء إلى ظل الأشجار بحثًا عن ملاذٍ من حرارة الشمس. وتفاقم الوضع مع نقص شديد في الأدوية الأساسية لمكافحة المرض. وسط هذه الظروف الصعبة، تأتي اليوم مساعدات ذات قيمة نوعية من “منسقية شباب تنواجيو”، لتسهم في التخفيف من هذه الأزمة الإنسانية وتوفير بعض من الاحتياجات الملحة للسكان متمثلة في كميات من مختلف الأدوية والمستلزمات الطبية. هذه المبادرة الأخوية، التي جاءت في توقيتها المناسب، تعكس روح التضامن والتكافل بين أبناء الشعب، وتعد خطوة هامة من شأنها أن تسهم في التخفيف من معاناة السكان وتوفير بعض الاحتياجات الطبية العاجلة. كما أنها تعبر عن حس المسؤولية الاجتماعية الذي يتحلى به الشباب تجاه وطنهم، في ظل تزايد الحاجة إلى الدعم والمساندة لمواجهة الأزمات الصحية
وفي الختام، لا يسع سكان بلدية عين فربه إلا أن يعربوا عن خالص امتنانهم وتقديرهم العميق لـ”منسقية شباب تنواجيو” على هذه المبادرة النبيلة. هذه الخطوة لا تمثل فقط دعماً مادياً، بل تجسد قيم التضامن الإنساني وروح المسؤولية الاجتماعية التي يتسم بها شباب الوطن، وتؤكد على قوة الترابط الذي يجمع أبناء المجتمع في أوقات المحن.
إن مثل هذه المبادرات تلهمنا جميعًا بأهمية تعزيز ثقافة التكافل والتعاضد، وهي دعوة صريحة لكل المواطنين للانخراط في دعم ومساندة بعضهم البعض، خاصة في أوقات الأزمات. إن تكريس روح التضامن وتوجيه الجهود نحو مساعدة المحتاجين وتوزيع الأعباء يشكلان الركيزة الأساسية لتعزيز وحدة المجتمع وتماسكه. وفي ظل التحديات الكبيرة، يبقى التعاون وتقاسم المسؤوليات هو السبيل الأمثل لتمكين المجتمع من تجاوز الصعوبات وتحقيق طموحات أبنائه في الاستقرار والتنمية المستدامة.
Written by the engineer El Hadj Sidi Brahim SIDI YAHYA
انواكشوط 22.10.2024