بعد أكثر من 13 عاماً من الحرب الأهلية التي تسببت في دمار واسع وتشريد الملايين، أعلنت فصائل المعارضة السورية سقوط نظام بشار الأسد وفراره من دمشق، إثر هجوم مفاجئ أدى إلى انهيار سريع لقواته في مناطق استراتيجية تشمل حلب، حماة، حمص، وصولاً إلى العاصمة دمشق. هذا التطور يعكس تحولاً جذرياً في المشهد السياسي والعسكري في سوريا.
بشار الأسد، الذي تولى السلطة في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد، مرّ بتحولات كبيرة في حياته السياسية. بعد وفاة شقيقه باسل عام 1994 في حادث سير، عاد الأسد من لندن حيث كان يدرس طب العيون، وتزوج أسماء الأخرس، التي تحمل الجنسية البريطانية. رغم وعوده بإصلاحات بعد توليه الحكم، لم تصمد تلك الإصلاحات طويلاً. منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في 2011، اختار الأسد القمع العسكري، ما أدى إلى تحول المظاهرات إلى حرب دموية شملت مختلف أطراف البلاد.
وفي أواخر نوفمبر، تصاعدت الهجمات التي شنتها فصائل المعارضة، مما دفع الأسد إلى اتهام هذه التحركات بمحاولة تقسيم سوريا. ومع اشتداد المواجهات، أفادت تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأسد غادر دمشق فجراً على متن طائرة توجهت إلى قاعدة عسكرية روسية داخل سوريا، وذلك قبل ساعات من وصول قوات المعارضة إلى العاصمة، ما يشير إلى نهاية حقبته الحاكمة التي دامت أكثر من عقدين.