تناقلت وسائل اعلام وطنية واجنبية تصريحات ابير مارازوتو مدير أورا بنك التي اثارت جدلاً واسعاً بعد وصفه المقاومة الفلسطينية بأنها “إرهابية”. اذا ما تاكدت صحة هذه التصريحات، والتي حسب ما اشيع بانها أدت إلى عزل المدير التجاري السيد محمد اكاه بسبب معارضته لها، فان هذا الشكل من التصريحات يتناقض مع القيم والمشاعر العامة في بلادنا تجاه القضية الفلسطينية .
هذه الحادثة أثارت مطالبات شعبية واسعة بطرد ابير مارازوتو من بلادنا ، وإعادة المدير التجاري لمنصبه مع تعويضه عن الضرر الذي لحق به، مما يعكس الرغبة في الحفاظ على الكرامة الوطنية والقيم الأخلاقية
إن دور الحكومة والبرلمان في التعامل مع هذا الشكل من التصرفات حاسم. هناك ضرورة ملحة في سن تشريعات تجرم الاعتداء على الشعب الفلسطيني ومقاومته. كما يتوقع من الحكومة أن تضمن أن الشركات الأجنبية العاملة في البلاد تحترم قيمنا الثقافية والاجتماعية والإسلامية.
هذه الأزمة تسلط الضوء أيضاً على الحاجة للتوازن بين استقبال الاستثمارات الأجنبية والحفاظ على الهوية والقيم الوطنية. يتطلب هذا التوازن مراعاة دقيقة لكيفية تفاعل الشركات الأجنبية مع الثقافة والتقاليد المحلية، وضمان أن يتم تعزيز الاحترام المتبادل والتفاهم بين المجتمع والشركات.
من الضروري الآن أن تتخذ الحكومة والبرلمان خطوات ملموسة لمواجهة هذه الأزمة وتوجيه رسالة واضحة بأن احترام الثقافة والقيم الوطنية لا يقل أهمية عن النجاح الاقتصادي والتجاري. يتطلب هذا من الشركات الأجنبية، خاصةً في القطاعات الحساسة مثل البنوك، أن تكون أكثر وعياً وحرصاً على فهم واحترام السياق الثقافي والاجتماعي للدولة التي تعمل فيها.
في ختام هذا الحادث، يبقى الأمل في أن تكون الدروس المستفادة من أزمة أورا بنك بداية لتفكير أعمق في كيفية بناء علاقات متينة ومحترمة بين الشركات العالمية والمجتمع المحلي، وهو درس قيم للعالم بأسره
بقلم المهندس الحاج سيدي ابراهيم سيدي يحي
وكالة الحوض للأنباء