منذ أسبوع، تعيش عين فَرْبَة—قريتي التي نشأت فيها، ومكان طفولتي وسعادتي—بلا كهرباء ولا ماء. لكنني لا أرى في ذلك نهاية الدنيا، لأنني أعرفها حق المعرفة، وعشت فيها أيّامًا جميلة لا تُنسى، دون كهرباء، ودون مضخات ماء.
كنا نسقي الماء من الحِسيان، نحلبه بجهد الأيدي من بطون الأرض، ونعيش بقلوبٍ ملأى بالفرح، ورضًا لا يشوبه سخط. كانت الحياة بسيطة، لكنها غنية بالإيمان، والتعاون، والسكينة.
اليوم، حين انقطعت الكهرباء وتوقفت المضخات، أدعو أهلي في عين فَرْبَة إلى الصبر، لأن كل شيء له بديل، إلا اليقين بالله. فالكهرباء لا تصنع الفرح، والمضخات لا تمنح القلب طمأنينة. الأهم هو أن نظل على يقين بأن الله لا يختار لنا إلا الخير، حتى في المحن.
قال الله تعالى:
“وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم، وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون”
فالمؤمن لا يرى في البلاء سوى طريقًا إلى القرب من الله، ومدرسة يتعلم فيها الرضا والتسليم.
وقال تعالى أيضًا:
“إنما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب”
وقال:
“وبشّر الصابرين…”
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
“واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يُسرًا”
[رواه أحمد]
وقال أيضًا:
“ما أُعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر”
[متفق عليه]
⸻ فيا أهلي بعين فَرْبَة، اصبروا، واحتسبوا، واستبشروا، فالصبر مفتاح الفرج، واليقين بالله مفتاح الطمأنينة. وما نقص من الدنيا قد يكون زيادة في الآخرة، وما فُقد من النعم، قد يكون سُبلاً إلى رحمة الله
بقلم المهندس الحاج سيدي ابراهيم سيدي يحي
📌 اقرأ المزيد على الرابط :https://www.elhodh.info/