أعلنت الوزارة الأولى الموريتانية عن زيارة مرتقبة للوزير الأول السنغالي عثمان سونكو إلى العاصمة نواكشوط، والتي ستبدأ يوم الأحد 12 يناير الجاري. وتهدف هذه الزيارة، التي تستمر لمدة ثلاثة أيام، إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين موريتانيا والسنغال في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية، وهي الزيارة الأولى لعثمان سونكو إلى موريتانيا منذ تعيينه وزيرًا أولًا في حكومة الرئيس السنغالي ديوماي فاي.
تربط موريتانيا والسنغال علاقات تاريخية وجغرافية تمتد لقرون، تعززت من خلال التبادل الثقافي والاجتماعي بين شعبي البلدين. المناطق الحدودية كانت دائمًا مراكز للحوار والتجارة بين السكان، ما ساهم في توثيق الروابط المشتركة. وعلى الصعيد السياسي، عمل البلدان على تجاوز العديد من الأزمات التاريخية عبر الحوار والتعاون الإقليمي، حيث تُعد منظمة استثمار نهر السنغال رمزًا لهذا التعاون، إذ تعنى بتطوير الموارد المائية المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة.
يعد مشروع حقل الغاز “السلحفاة الكبرى-آحميم” أحد أبرز معالم التعاون الاقتصادي بين موريتانيا والسنغال. يقع هذا الحقل في الحدود البحرية المشتركة بين البلدين، ويمثل فرصة استراتيجية لتطوير قطاع الطاقة. يهدف المشروع إلى إنتاج كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال، مع تقاسم الموارد والعوائد بين البلدين، مما يسهم في تعزيز اقتصادهما وتوفير فرص عمل جديدة. كما يعكس المشروع الالتزام بتعزيز الشراكة الاقتصادية وتطوير العلاقات الثنائية في قطاع الطاقة.
تشمل المباحثات المرتقبة بين الوزير الأول السنغالي ونظيره الموريتاني قضايا ذات أولوية، مثل تعزيز التجارة، تحسين البنية التحتية، ومواجهة التحديات الأمنية في المنطقة. إضافة إلى ذلك، يُتوقع أن تُناقش سبل تطوير التعاون في مجالات الزراعة، الصيد، والطاقة بما يخدم المصالح المشتركة.
تأتي زيارة الوزير الأول السنغالي إلى موريتانيا في وقت حرج، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز التعاون الإقليمي والاستفادة من الموارد المشتركة لدفع عجلة التنمية. وتشكل هذه الزيارة فرصة لمواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات.
