أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة، اليوم السبت، إجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي للأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم على ارتداء قمصان تحمل شعارات عنصرية، مكتوب عليها “لن ننسى ولن نغفر”، معتبرة ذلك “جريمة وانتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الإنسانية”.
وأكدت الحركة أن هذه الممارسات تأتي ضمن سياسات الإذلال والانتقام التي تنتهجها إسرائيل ضد الأسرى الفلسطينيين، محذرةً من تداعيات هذه الخطوة على مسار التهدئة وصفقات التبادل المستقبلية.
انتقادات داخلية لإسرائيل بسبب “القرار الصبياني”

أثارت الملابس التي أُجبر الأسرى الفلسطينيون على ارتدائها أثناء الإفراج عنهم، يوم السبت، أزمة داخل إسرائيل، حيث واجهت الحكومة انتقادات حادة من مسؤولين إسرائيليين، بمن فيهم قيادات أمنية، الذين وصفوا القرار بأنه “غبي وصبياني”، ويحمل تداعيات خطيرة.
ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن المستوى السياسي لم يكن على علم مسبق بهذه الخطوة، مما أثار غضب بعض المسؤولين الذين حذروا من أن إجبار الأسرى الفلسطينيين على ارتداء ملابس تحمل شعارات سياسية قد يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة للخطر.
وكان كوبي جاكوبي، مفوض مصلحة السجون الإسرائيلية، قد أصدر هذا القرار، وهو ما برره بعض المسؤولين الأمنيين بأنه “خطوة مدروسة تهدف إلى التأثير على الوعي العام”. ووفقًا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فإن هذه الخطوة جاءت لتوجيه رسالتين رئيسيتين:
- رسالة دولية: تهدف إلى إظهار أن إسرائيل تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين، على عكس ما حدث في الهولوكوست.
- رسالة للجمهور الإسرائيلي: مفادها أن إسرائيل لن تنسى جرائم هؤلاء الأسرى، رغم الإفراج عنهم.
جدل في الأوساط الإسرائيلية

لكن هذه التبريرات لم تلقَ قبولًا واسعًا داخل إسرائيل نفسها، حيث اعتبر أريك باربينغ، الرئيس السابق لمنطقة القدس والضفة الغربية في جهاز الشاباك، أن هذه الخطوة تلحق ضررًا كبيرًا بصورة إسرائيل الدبلوماسية. وقال:
“إسرائيل دولة قوية، ولا ينبغي لها أن تتصرف كما تفعل حماس. نشر هذه الصور لا يشكل تهديدًا للفلسطينيين، بل سيُنظر إليه بسخرية، كما أن الجمهور الإسرائيلي نفسه لن يجد فيه أي معنى حقيقي.”
تزامن الإفراج مع صفقة تبادل الأسرى
تزامنت هذه الحادثة مع إفراج المقاومة الفلسطينية في غزة عن ثلاثة أسرى إسرائيليين، وهم يائير هورن، ساشا تروبنوف، وساغي ديكل حن، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق التبادل، في حين أطلقت السلطات الإسرائيلية دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين، بينهم محكومون بالسجن المؤبد.
تداعيات محتملة للقرار
يسلط هذا الجدل الضوء على التوترات المتزايدة داخل إسرائيل حول كيفية إدارة ملف الأسرى، حيث يرى بعض المسؤولين أن مثل هذه الإجراءات تضر بصورة إسرائيل الدبلوماسية، وتعزز حالة العداء داخل المجتمع الفلسطيني، فيما يعتبر آخرون أنها رسالة ردع موجهة إلى الداخل الإسرائيلي.
ومع استمرار المفاوضات حول مراحل جديدة من صفقة التبادل، يبقى السؤال الأهم:
هل سيؤدي هذا القرار إلى تعقيد عملية التفاوض، أم أنه مجرد خطوة دعائية لن يكون لها تأثير طويل الأمد؟
📌 Plus d’actualités sur le lien : https://www.elhodh.info/fr/al-hawd-news-3/