شهدت موريتانيا انطلاق التصفيات النهائية لجائزة شيخ القراء سيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي لحفظ القرآن الكريم، التي تنظمها جمعية ربط جسور الخير في نسختها التاسعة، وذلك في أجواء روحانية مميزة، استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك.
افتتاح الحدث والإشادة بدور الجائزة

جاءت مراسيم افتتاح الجائزة بكلمة تقديمية ألقاها دحماده عبد الدايم ولد محمياي، حيث استعرض أبرز جوانب هذه الفعالية التي تهدف إلى نشر وتعليم كتاب الله، وتشجيع الشباب على حفظه وإتقانه.
وفي كلمته خلال الحفل، عبّر رئيس الجمعية، السيد سيدي يحيى ساعد بوه ولد أحمدو عن سعادته بإطلاق النسخة التاسعة من هذه الجائزة، مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار التوجه العام لتشجيع حفظ وإتقان القرآن الكريم. كما أوضح أن اختيار اسم الجائزة جاء تخليدًا لذكرى العالم الجليل سيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي، الذي يُعتبر أحد أعلام نشر وتعليم القرآن الكريم، وترجع إليه معظم الأسانيد القرآنية في المنطقة.
مكانة شيخ القراء وأهمية الجائزة

من جانبه، أبدى الدكتور محمد الأمين ولد شيخن ولد الشيخ أحمد، مدير التوجيه الإسلامي، اعتزازه بحضور هذه الفعالية، مثنيًا على دور جمعية ربط جسور الخير في تنظيم هذه الجائزة المتميزة منذ انطلاقها. وأكد أن الجائزة اتسمت عبر نسخها الماضية بحسن التنظيم ودقة التحكيم، مشيدًا بمكانة شيخ القراء سيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي ودوره البارز في نشر وتعليم القرآن الكريم. كما دعا إلى العمل على جعل هذه الجائزة عالمية، تعبيرًا عن التقدير لهذا العالم الجليل، وحثّ الشباب على الإقبال على تعلم وحفظ القرآن الكريم، مؤكّدًا أن الدولة تدعم هذا التوجه وتتبناه.
دعم وزارة الشؤون الإسلامية للحفاظ على القيم الإسلامية

في هذا السياق، لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي تضطلع به وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، بقيادة الوزير د. سيدي يحيى شيخنا ولد لمرابط، في إرساء دعائم التوجيه الديني المستنير، وذلك من خلال تبنّيها لرؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى ترسيخ القيم الإسلامية في النسيج المجتمعي الموريتاني. فقد انتهجت الوزارة خلال الآونة الأخيرة مقاربات مؤسسية متكاملة تدعم الأنشطة القرآنية والعلمية، ساعية إلى تكريس حضورها في مختلف المبادرات التي تهدف إلى إحياء علوم الدين، وتعزيز الروابط الروحية بين الأفراد والمجتمع.
ويأتي دعم الوزارة لهذه المسابقة تحديدًا في سياق نهجها الرامي إلى تحقيق الانسجام بين الأصالة والمعاصرة، وصون الهوية الإسلامية من خلال تحفيز الناشئة على الارتباط بكتاب الله وتقاليد العلم الشرعي. كما يُجسّد هذا التوجه فلسفة أعمق تتماشى مع الدور التاريخي للعلماء والمشايخ في توجيه المجتمعات، وبث روح التمسك بالقيم الدينية بوصفها الحاضن المركزي للهوية الوطنية، والأساس المتين للحفاظ على الوحدة الفكرية والثقافية للمجتمع الموريتاني.
لجنة التحكيم وتشجيع المشاركين

شهد الافتتاح أيضًا مداخلات من شخصيات علمية بارزة، كان من بينها الشيخ سيدي ولد أحمد جوده، عضو لجنة التحكيم، الذي بارك للمشاركين في هذه المسابقة، مشيدًا بتفانيهم في حفظ القرآن الكريم، وأكد أن مثل هذه المبادرات تساهم في تعزيز محبة كتاب الله والتمسك بتعاليمه.
تواصل الفعاليات وأهمية الجائزة
لا تزال فعاليات الجائزة متواصلة، حيث ستشهد الأيام المقبلة منافسات قوية بين المشاركين، وسط أجواء روحانية تعكس مدى الاهتمام بحفظ القرآن الكريم في المجتمع. تُعد هذه المسابقة من أهم الفعاليات الدينية في موريتانيا، لما تحققه من تشجيع الشباب على الإقبال على كتاب الله، وإذكاء روح التنافس في إتقانه.
تبقى جائزة شيخ القراء سيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي نموذجًا بارزًا في دعم حفظة القرآن الكريم، وتعزيز الثقافة الإسلامية، ونشر تعاليم القرآن بين الأجيال الناشئة، مما يجعلها حدثًا راسخًا في المشهد الديني والثقافي بموريتانيا.
📌 اقرأ المزيد على الرابط: https://www.elhodh.info/