أعلن النيجر رسمياً عن انسحابه من المنظمة الدولية للفرنكوفونية (OIF) يوم الإثنين 17 مارس 2024، بعد أن قام بتعليق تعاونه مع هذه المنظمة إثر الانقلاب العسكري الذي وقع في يوليو 2023. تم اتخاذ هذا القرار بشكل سيادي من قبل الحكومة العسكرية التي تدير البلاد حالياً، مما يشكل نقطة انقطاع واضحة مع القوى الغربية. وكان النيجر قد انضم إلى المنظمة في عام 1970، وبذلك ينهي أكثر من 50 عامًا من المشاركة في هذه المنظمة، وهو ما يمثل مرحلة جديدة في إعادة تشكيل السياسة الخارجية للبلاد.
يتماشى هذا القرار مع سياق أوسع من الانتقادات المتزايدة ضد المنظمة الدولية للفرنكوفونية، التي على الرغم من هدفها المعلن في تعزيز اللغة الفرنسية والثقافة والتعاون بين الدول الأعضاء، تُعتبر من قبل البعض أداة من أدوات الاستعمار الجديد. فعلاً، تواجه المنظمة عدة إخفاقات، أبرزها عدم المساواة في تطبيق مبادئها، مما يؤدي إلى تفاوت في الوصول إلى الموارد والدعم بالنسبة للدول الإفريقية، التي تعد الأعضاء الرئيسيين في المنظمة. بينما تمارس الدول الغربية، وبخاصة فرنسا، نفوذًا غير متناسب في داخل المنظمة، فإن الدول الإفريقية، التي كانت مستعمرات سابقة، لا تستفيد دائمًا من الفوائد الاقتصادية والسياسية المتوقعة.
بالإضافة إلى ذلك، تُتهم المنظمة الدولية للفرنكوفونية بأنها تستمر في الحفاظ على نموذج ثقافي واقتصادي منبثق من الاستعمار الفرنسي، من خلال تفضيل تعليم اللغة الفرنسية على حساب اللغات والثقافات المحلية، مما يمنع تحررًا ثقافيًا حقيقيًا. علاوة على ذلك، يرى البعض أن المنظمة، من خلال دعم السياسات الخارجية الفرنسية بشكل غير مباشر، تساهم في التدخل الاستعماري الجديد، مما يحد من قدرة الدول الإفريقية على تقرير مصيرها وتطورها الحقيقي. وبذلك، يبدو أن قرار النيجر بالانسحاب من المنظمة يعكس رغبة في تأكيد سيادتها وقطع العلاقة مع نظام يُنظر إليه على أنه متأثر بشكل كبير بالقوى الاستعمارية السابقة.
📌 اقرأ المزيد على الرابطM https://www.elhodh.info/
