تشهد لبنان توترات متصاعدة على عدة مستويات، وسط تحديات صارخة للسيادة اللبنانية، سواء عبر التدخلات الخارجية في قراراتها السيادية، أو من خلال الاعتداءات الإسرائيلية المباشرة. في الأيام الأخيرة، برزت ثلاث قضايا رئيسية أثارت جدلًا واسعًا، وهي:
- منع هبوط طائرة إيرانية في مطار بيروت بضغط أمريكي وإسرائيلي.
- اغتيال قائد في حركة حماس على الأراضي اللبنانية بواسطة طائرة مسيرة إسرائيلية.
- تأجيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من مواقع في جنوب لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
هذه القضايا تعكس تصعيدًا خطيرًا يمس بسيادة لبنان، ويضع الحكومة أمام تحديات جديدة، وسط ضغوط دولية وإقليمية متزايدة.
🔴 واشنطن تمنع هبوط طائرة إيرانية في بيروت تحت تهديد إسرائيلي
في تدخل أمريكي سافر في الشؤون اللبنانية، منعت السلطات اللبنانية هبوط طائرة إيرانية في مطار بيروت الدولي بعد تلقي تحذيرات مباشرة من واشنطن. وبحسب مصادر مطلعة، هددت الولايات المتحدة الحكومة اللبنانية بأن إسرائيل ستستهدف المطار إذا تم السماح للطائرة بالهبوط.
📌 تهديدات تمس السيادة اللبنانية
🔹 يشكل هذا القرار انتهاكًا صارخًا لحق لبنان في اتخاذ قراراته السيادية بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.
🔹 يؤكد النفوذ الأمريكي – الإسرائيلي في القرارات اللبنانية، وهو ما يعكس ضعف استقلالية القرار السياسي.
🔹 ردود فعل غاضبة من حزب الله، الذي اعتبره “إملاءً إسرائيليًا عبر واشنطن”، مطالبًا الحكومة بإعادة النظر في موقفها.
📌 الرد الإيراني بالمثل
أعربت إيران عن استيائها من القرار اللبناني، حيث صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن بلاده تأمل في حل هذه المسألة عبر القنوات الدبلوماسية مع الحكومة اللبنانية. وأكد أن هناك محادثات جارية بين وزيري خارجية البلدين لضمان عدم تكرار هذه الحادثة مستقبلاً.
ورداً على هذه الخطوة، قامت السلطات الإيرانية بمنع طائرتين لبنانيتين من الهبوط في مطار طهران الدولي، في إجراء اعتبرته بيروت تصعيدًا غير مبرر، مما يعكس مدى التوتر الدبلوماسي الناتج عن هذه الأزمة.
هذا التطور يعكس الصراع السياسي والاقتصادي الذي تواجهه بيروت، حيث تجد نفسها بين ضغوط قوى دولية وإقليمية تسعى إلى فرض أجنداتها على السياسة اللبنانية.
🔴 اغتيال قيادي في حماس داخل لبنان: تصعيد جديد
في تطور خطير آخر، نفذت طائرة مسيرة إسرائيلية هجومًا على مدينة صيدا جنوب لبنان، مما أدى إلى اغتيال القيادي في حركة حماس، محمد شاهين، وهو أحد المسؤولين البارزين في مديرية العمليات التابعة للحركة.
📌 تداعيات الاغتيال
🔹 إسرائيل أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة أنه جاء بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
🔹 تشير تقارير إسرائيلية إلى أن شاهين كان مسؤولًا عن التخطيط لهجمات ضد إسرائيل بتمويل وتوجيه إيراني.
🔹 ردود فعل لبنانية غاضبة، حيث وصف مسؤولون لبنانيون هذا الاغتيال بأنه انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية.
هذه العملية تعيد إلى الأذهان اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أسابيع، مما يشير إلى أن إسرائيل لم تتوقف عن استهداف القادة الفلسطينيين داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما يزيد من احتمالية تصعيد المواجهات في المنطقة.
🔴 إسرائيل تماطل في الانسحاب من الأراضي اللبنانية رغم اتفاق وقف إطلاق النار
في سياق متصل، تواصل إسرائيل التحايل على التزاماتها الدولية، حيث لم تلتزم بالانسحاب الكامل من عدة مناطق حدودية في جنوب لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي.
📌 استمرار الاحتلال بذرائع واهية
🔹 إسرائيل تدّعي أن الوضع الأمني لا يسمح بالانسحاب الكامل، في وقت تواصل فيه عملياتها العسكرية والاستطلاعية.
🔹 الحكومة اللبنانية أعربت عن رفضها القاطع لهذا التأجيل، مطالبةً بتدخل دولي لضمان تنفيذ الاتفاقات.
🔹 تصاعد المخاوف من إمكانية اندلاع مواجهات جديدة إذا لم تلتزم إسرائيل بالانسحاب الكامل.
التعنت الإسرائيلي ليس جديدًا، بل يأتي ضمن سلسلة من التجاوزات والاعتداءات التي تستهدف الأراضي اللبنانية منذ سنوات، وهو ما يدفع لبنان إلى البحث عن حلول دبلوماسية وعسكرية لحماية حدوده واستعادة سيادته الكاملة.
🔴 الموقف اللبناني المتوقع: شكوى إلى مجلس الأمن وتصعيد دبلوماسي
على ضوء هذه التطورات، تتجه السلطات اللبنانية نحو تصعيد دبلوماسي دولي عبر التوجه إلى مجلس الأمن لتقديم شكوى رسمية ضد الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، سواء من خلال الاغتيالات داخل الأراضي اللبنانية، أو التهرب من تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
📌 الخيارات الدبلوماسية اللبنانية
🔹 مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية.
🔹 اللجوء إلى الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار لممارسة ضغوط على إسرائيل.
🔹 تعزيز التنسيق مع الأمم المتحدة واليونيفيل لضمان تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالحدود الجنوبية.
الحكومة اللبنانية تدرك أن إسرائيل تحاول فرض واقع جديد على الأرض، وهو ما يتطلب تحركًا دوليًا حازمًا لمنع استمرار هذه الخروقات.
📌 الخلاصة: سيادة لبنان تحت التهديد
ما يحدث في لبنان اليوم هو تحدٍّ مباشر لاستقلاله السياسي والأمني، حيث تواجه البلاد ضغوطًا أمريكية – إسرائيلية تؤثر على قراراتها، إلى جانب اعتداءات عسكرية على أراضيها واغتيالات لقادة فلسطينيين.
🔻 أهم النقاط:
✅ منع هبوط الطائرات الإيرانية بضغط أمريكي – إسرائيلي يعد سابقة خطيرة تهدد السيادة الوطنية.
✅ إيران ردت بالمثل عبر منع طائرتين لبنانيتين من الهبوط في طهران.
✅ إسرائيل تنفذ عمليات اغتيال داخل لبنان دون رادع، في تكرار واضح لاستراتيجية التصعيد.
✅ إسرائيل تماطل في تنفيذ التزاماتها بالانسحاب من لبنان، مما يفتح الباب أمام مواجهة جديدة.
✅ لبنان يتجه إلى مجلس الأمن والدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار لمطالبتها بالضغط على إسرائيل.
💬 ماذا بعد؟
في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح السلطات اللبنانية في تحريك المجتمع الدولي ضد هذه الانتهاكات؟ أم أن الضغوط الإسرائيلية والأمريكية ستعرقل أي تحرك لبناني فعّال؟
📌 اقرأ المزيد على الرابط: https://www.elhodh.info/