في ختام الحملة الانتخابية للرئيس المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني، أثارت ملاحظة إبعاد شخصيات حكومية بارزة إلى المحطة الأرضية المخصصة للنشاط اهتمام الكثيرين. كان من بين هذه الشخصيات الوزير الأول محمد ولد بلال، ورئيس البرلمان محمد ولد مكت، بالإضافة إلى عدد من الوزراء الآخرين مثل الوزير الأمين العام للرئاسة مولاي ولد محمد لقظف، والوزير مدير الديوان المخطار ولد اجاي. هذا الإبعاد أثار تساؤلات عديدة حول دوافعه وما إذا كان يعكس تغييرات داخلية في التوجهات السياسية للرئيس المرشح.
وفي هذا السياق، تتجلى تعهدات الغزواني إذا ما تم انتخابه لفترة رئاسية جديدة، بتغييرات جذرية في السياسات الحكومية. من بين هذه التغييرات، يبرز التزامه الحازم بمكافحة الفساد، وهو ما يعد خطوة أساسية نحو إصلاح المنظومة السياسية والإدارية في البلاد. الفساد كان ولا يزال أحد أبرز التحديات التي تعوق التنمية في بلادنا، ومن خلال هذا التعهد، يسعى الغزواني إلى ترسيخ مبدأ الشفافية والمساءلة في المؤسسات الحكومية.
إلى جانب مكافحة الفساد، أكد الغزواني على ضرورة تمكين الشباب، الذين يمثلون 65% من سكان موريتانيا. هذا الالتزام يعكس إدراكه العميق لدور الشباب الحيوي في التنمية المستدامة. سياسات تمكين الشباب تتطلب ليس فقط توفير فرص العمل والتعليم، بل أيضاً إشراكهم في عملية صنع القرار وتمكينهم من لعب دور فعال في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد. إن إعطاء الأولوية للشباب يقتضي تبني سياسات تنموية شاملة تستهدف تطوير قدراتهم وتعزيز مشاركتهم في المجتمع. الشباب الموريتاني يمثل طاقة هائلة يمكن توجيهها نحو الابتكار والإبداع إذا ما تم توفير البيئة الملائمة لذلك.
تعهدات الغزواني تشكل جزءاً من رؤية أوسع لمستقبل موريتانيا، تسعى إلى تحقيق التوازن بين مكافحة الفساد وتعزيز التنمية المستدامة. هذه الرؤية تتطلب أيضاً تعزيز البنية التحتية، تحسين الخدمات العامة، ودعم القطاع الخاص لتحقيق النمو الاقتصادي المنشود.
يترقب الشارع الموريتاني بفارغ الصبر ما ستسفر عنه هذه العملية الديمقراطية، وما إذا كان الغزواني سيتمكن من تحقيق وعوده الطموحة. النجاح في الانتخابات وتطبيق هذه السياسات على أرض الواقع يمكن أن يفتح صفحة جديدة في تاريخ موريتانيا، ويعزز من ثقة الشعب في قيادته وقدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية. تظل التحديات كبيرة، لكن الإرادة السياسية القوية والالتزام بالتغيير يمكن أن يسهمان في تحقيق تقدم ملموس نحو مستقبل أكثر إشراقاً لموريتانيا وشعبها.