هجرة الشباب: الخسائر الوطنية تفوق المكاسب الاقتصادية - وكالة الحوض للأنباء
  • الرئيسية
  • آراء
  • هجرة الشباب: الخسائر الوطنية تفوق المكاسب الاقتصادية

هجرة الشباب: الخسائر الوطنية تفوق المكاسب الاقتصادية

بينما يتحدث زين العابدين الشيخ أحمد، رئيس أرباب العمل، عن هجرة الشباب الموريتانيين وتفاؤله بتحولهم إلى رجال أعمال ناجحين، يجب أن نضع في الاعتبار السلبيات الكبيرة التي ترافق هذه ...
Image

بينما يتحدث زين العابدين الشيخ أحمد، رئيس أرباب العمل، عن هجرة الشباب الموريتانيين وتفاؤله بتحولهم إلى رجال أعمال ناجحين، يجب أن نضع في الاعتبار السلبيات الكبيرة التي ترافق هذه الظاهرة، بالإضافة إلى الحقيقة الواقعية بأن معظم الشباب الموريتانيين الذين يهاجرون يفعلون ذلك بحثًا عن لقمة عيش، وليس بهدف تحقيق نجاحات اقتصادية كبيرة.

في الوقت الذي تغادر فيه هذه الكفاءات البلاد بحثًا عن فرص بسيطة للعمل، يجب أن نتذكر أن بلادنا تمتلك موارد طبيعية متنوعة وغنية. لو تم تسيير هذه الموارد بشكل صحيح وفعّال، لما اضطر أحد من الشباب للذهاب إلى الخارج سوى أولئك الذين يمتلكون المقومات الأساسية التي تضمن لهم النجاح في بيئات دولية تنافسية.

استنزاف العقول والكفاءات الوطنية نتيجة الهجرة يعد خسارة كبيرة للوطن، حيث يقلل من القوى العاملة المؤهلة التي يمكن أن تسهم بشكل فعال في تنمية البلاد. هذا يؤدي إلى ضعف الاقتصاد المحلي، حيث ينخفض حجم القوى العاملة، مما يقلل الإنتاجية ويؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني.

بالإضافة إلى ذلك، تساهم هجرة الشباب في تفتت النسيج الاجتماعي، حيث تتأثر العلاقات العائلية والاجتماعية بغيابهم. كبار السن والأطفال يعانون من نقص الدعم والرعاية، كما أن الهجرة تؤدي إلى تآكل الهوية الثقافية مع فقدان الشباب المهاجرين اتصالهم بثقافتهم الأصلية.

ولا يمكن إغفال المشكلات النفسية التي يواجهها المهاجرون بسبب الغربة والابتعاد عن الأهل والوطن، مما يزيد من حالات الاكتئاب والقلق.

إلى جانب هذه السلبيات، هناك مخاطر أخرى قد تنجم عن الهجرة غير الشرعية، حيث تواجه حياة المهاجرين أخطارًا حقيقية. على سبيل المثال، أكدت السلطات في الدومينيكان مؤخرًا عبر منشور على تطبيق “إكس” العثور على جوازات سفر من موريتانيا على متن قارب وُجد بالقرب من شاطئ آداميس في ريو سان خوان، وعلى متنه 20 هيكلًا عظميًا لمهاجرين غير شرعيين. هذه الحوادث تبرز المخاطر الجسيمة التي قد تواجه المهاجرين عند محاولتهم الوصول إلى دول أخرى بطرق غير قانونية.

والأهم من ذلك، أنه إذا تم استغلال مواردنا المحلية بشكل صحيح، لكان بإمكان الشباب إيجاد فرص اقتصادية حقيقية في وطنهم دون الحاجة للهجرة. فقط من يمتلك المقومات الأساسية والمعرفة والشبكات يمكنه تحقيق النجاح في الخارج، وذلك رغم التنافس الشديد هناك. أما البقية، فهم غالبًا ما يجدون أنفسهم في مواجهة تحديات صعبة قد لا تكون متاحة لهم في وطنهم


شائع

اترك تعليقك