كبش الوقود- من يوميات مصفاة نواذيبو - وكالة الحوض للأنباء

كبش الوقود- من يوميات مصفاة نواذيبو

في أحد أمسيات العمل الطويلة في مصفاة نواذيبو، حيث يختلط صخب المحركات بروح التعاون بين العمال، اجتمع فريق المساء في واحدة من تلك الليالي التي تحمل مزيجًا من التعب والمرح. كان ...
Image

في أحد أمسيات العمل الطويلة في مصفاة نواذيبو، حيث يختلط صخب المحركات بروح التعاون بين العمال، اجتمع فريق المساء في واحدة من تلك الليالي التي تحمل مزيجًا من التعب والمرح. كان الفريق يتألف من شخصيات مميزة: قائدهم الشيخ ولد أوجي، الرجل المعروف بحكمته وهدوئه، ومساعده شاب نشيط ذو العقل الحاد، إضافة إلى مجموعة من العمال المتنوعين الذين جعلوا العمل أشبه بمزيج متناغم من الجهود.

قرر الفريق تلك الليلة أن يضيفوا بعض البهجة إلى ساعات عملهم الثقيلة. اقترحوا شراء كبش، لتحويل ليلتهم إلى وليمة جماعية تبعث الدفء في أجواء العمل القاسية. ورغم انشغالهم، تولى كل واحد منهم دورًا: من شراء الكبش إلى تنظيفه وطبخه، وسط ضحكات ومزاح كانت أشبه بنسيم خفيف وسط ضجيج الماكينات.

شيئًا فشيئًا، انتشرت رائحة اللحم المشوي في الأرجاء، تُلهب شهيتهم وتثير شوقهم لتلك اللحظة التي يجتمعون فيها حول الطعام، يتشاركون الوجبة بروح الفريق كما يتشاركون العمل.

لكن بينما كانوا على وشك الانتهاء من إعداد العشاء، تذكّر الشيخ ولد أوجي شيئًا مهمًا: “لا يمكننا إنهاء المناوبة دون تقرير عن العمل المنجز!” قالها بابتسامة خفيفة وهو يوجه مساعده لكتابة التقرير.

العامل، الذي كان جائعًا ومنشغلًا برائحة الطعام، جلس أمام الورقة محاولًا إنهاء المهمة بسرعة. لكن ذهنه كان بعيدًا، يسبح في صورة الكبش المشوي الذي ينتظره. وبدون أن يدرك، كتب جملة عجيبة: “لقد قمنا بشحن كبش من الوقود.” بدل أن يقول لقد قمنا بشحن صهريج من الوقود

عندما قرأ الشيخ ولد أوجي التقرير، انفجر ضاحكًا بصوت عالٍ، تبعه ضحك الفريق بأكمله. قال مازحًا: “كبش من الوقود؟ يبدو أننا صنعنا اختراعًا جديدًا!” فكانت تلك اللحظة مصدر مرح استمر طوال الليلة.

وهكذا، تحولت هذه الحادثة إلى قصة تُروى في المصفاة لسنوات، تُذكرهم بأن العمل لا يخلو من مواقف مضحكة تمنح الحياة طابعها الخاص. إنها ذكرى لا تُنسى من ذكريات مصفاة نواذيبو، حيث امتزج التعب بالفرح، والعمل بالإنسانية.

بقلم المهندس الحاج سيدي ابراهيم سيدي يحي

انواكشوط 22.01.05

https://www.elhodh.info/ : اقرأ المزيد بالضغط على الرابط التالي


شائع

اترك تعليقك