في صراع دموي غير متكافئ بين الشعب الفلسطيني وقوة الاحتلال الإسرائيلي التي تعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والأسلحة المتطورة، تظل المقاومة الفلسطينية، بقيادة حماس، صامدة في وجه آلة حرب تهدف إلى سحق إرادة الفلسطينيين. ورغم القصف الجوي والبحري المكثف، وسياسات التجويع والترهيب، لم تفلح إسرائيل في كسر عزيمة المقاومة أو فرض الاستسلام.
لقد وجد الفلسطينيون أنفسهم وحيدين في ساحة المعركة، في وقت بقي فيه العالم متفرجًا. الحكومات العربية، التي كان يُفترض أن تلعب دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية، لم تستطع حتى التهديد باستخدام الحصار الاقتصادي أو حظر البترول لدفع الاحتلال للتراجع. هذا العجز جعل موقفها يبدو وكأنه جزء من مؤامرة أوسع. أما العالم الإسلامي، فقد بدا موقفه خجولًا وغير كافٍ لدعم شعب يُذبح يوميًا. وعلى الجبهة الغربية، استمر الدعم اللامحدود لإسرائيل، بغض النظر عن الانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك جرائم ضد الإنسانية
التكنولوجيا لا تكسر إرادة الشعوب
ورغم تفوق الاحتلال العسكري الذي يشمل استخدام الطائرات المسيّرة ومنظومات القصف الذكية، أظهرت المقاومة الفلسطينية قدرة استثنائية على التكيف. من الأنفاق إلى الهجمات المضادة، فرضت المقاومة توازن رعب جعل الاحتلال في موقف دفاعي، معيدًا صياغة قواعد اللعبة في ساحة المعركة
التضحيات ليست أرقامًا بل إرادة
التضحيات الفلسطينية لم تكن مجرد أرقام في إحصاءات الحرب، بل تمثل قصة نضال من أجل البقاء. كل شهيد، وكل بيت يُهدم، هو شهادة على الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، ودافع جديد يعزز إرادتهم في المقاومة
صفقة الأسرى: دليل على قوة المقاومة
صفقة تبادل الأسرى الأخيرة كانت أكثر من مجرد اتفاق؛ كانت شهادة على قدرة المقاومة في فرض أجندتها رغم الفارق الكبير في القوة العسكرية. لقد أظهرت الصفقة أن الحقوق الفلسطينية لا تُسترد إلا بالنضال المستمر، مما يرسخ خيار المقاومة كإستراتيجية لا يمكن التنازل عنها
رسالة واضحة للعالم: المقاومة مستمرة
إن الرسالة التي يبعث بها الفلسطينيون إلى العالم واضحة: لن يستسلموا. رغم المعاناة والخذلان الدولي، يبقى الشعب الفلسطيني متمسكًا بخيار المقاومة كطريق لتحقيق الحرية واستعادة الحقوق
في النهاية، تثبت هذه المقاومة أنها أكثر من مجرد معركة عسكرية، فهي نضال من أجل الكرامة والحرية، ورسالة بأن الشعوب التي تؤمن بقضيتها لن تستسلم مهما كانت قوة الاحتلال. الطريق طويل، لكن إرادة الفلسطينيين تكتب تاريخًا جديدًا للنضال ضد الظلم، حتى تتحقق .العدالة وينتصر الحق
بقلم المهندس الهاج سيدي ابراهيم سيدي يحي
انواكشوط 18.01.2024
:يمكنكم قراءة المزيد من الأخبار بالضغط على الرابط التالي
https://www.elhodh.info/: حماس لن تستسلم